فمن محبطات الأعمال والحسنات: قطيعة الرحم، فمن قطعها لا يقبل له عمل، ولا يستفيد من حسناته، فقد روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ)؛ رواه أحمد وحسنه الألباني. ألا تعلمون أن أبواب السماء تُفتح كل اثنين وخميس، وتعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فيغفر لجميع المسلمين إلا للمتشاحنين؟ فكيف إذا وقعت هذه الشحناء بين الأرحام؟ روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلاَّ رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)؛ رواه مسلم. فكيف يرجو خيرًا من لا تُفتح له أبواب السماء؟ وإذا أغلقت أبواب السماء عنك فأي باب ستقرع؟ فهل عرفتم خطر قطيعة الرحم؟ فلنبادر إلى قطع الشحناء وإلى صلة أرحامنا.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن صلة الرحم جزاء قاطع الأرحام أثناء التعرف على جواز حكم قطع الرحم عند التعرض للأذى أو للإساءة يمكن أن نتعرف على حكم من يقوم بقطع الرحم بدون وجود مشكلات أو مشاحنات بين أفراد العائلة وهو كالتالي: 1- لعن الله قاطع رحمه ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة محمد: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} حيث قال على بن سيدنا الحسين عندما كان يحدث ولده عن صلة الأرحام ونهاه أن يكون قاطع الأرحام حتى لا يكون من لعنهم الله. 2- يحصل على عقاب في الدنيا والآخرة يؤثر قطع الأرحام على تحصيل الشخص لرزقه في الدنيا وعلى فقدان البركة في حياته ومعيشته بالإضافة إلى العذاب الذي يحصل عليه في الآخرة وذلك ما أكد عليه أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ذنب ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم». 3- يمنع رفع الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان حيث أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» وذلك يؤكد على شدة غضب الله سبحانه وتعالى من قاطع رحمه.
لكن إن كانت صلة الرحم تجلب للواصل الأذى والضرر في دينه ودنياه وأرغمته تصرفات أرحامه على قطيعتهم لا يكون عليه إثم، لكن يؤكد العلماء أن في الصبر على ذلك الأذى أجر عظيم لأن الله سبحانه وتعالى جعل قطيعة الأرحام بمثابة الشرك بالله. اقرأ أيضًا: رسالة عتاب عن صلة الرحم طرق صلة الرحم في حين الإجابة عن سؤال متى يجوز قطع صلة الرحم؟ يجب التأكد أن الشخص الذي ترغب في قطيعته من الأرحام التي أكد الله سبحانه وتعالى على وجوب صلتها، حيث كلما زادت درجة القرابة كلما وجبت صلة الرحم وتأكدت، بالإضافة إلى التأكيد أن الأرحام هم جميع الأقارب من الأم والأب وأكد التابعين والعلماء الصالحين أنه من المستحب صلة الجيران. حيث تختلف الطرق التي من خلالها يمكن صلة الرحم فيمكن أن يصل الإنسان رحمه بمساعدته بالمال أو بالإرشاد أو بالمساندة في أزمةً ما أو بزيارة المريض ويشمل صلة الرحم الدعاء للمريض ومساندته ماديًا أو معنويًا فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ). التفريغ النصي - صلة الرحم - للشيخ مصطفى العدوي. ذلك لأن صلة الرحم تشير إلى الإحسان إلى المقربين والعطف عليهم والتعامل معهم بلين وذلك من طرق صلة الرحم، حيث يمكن أن تكون القرابة بالمصاهرة أو بالنسب ليست فقط القرابة من الأب أو الأم، لذا يمكنك صلة رحمك بأبسط الطرق وهي الابتسامة أو رد السلام أو التعامل ببشاشة.